مواقيت الصلاة

الدولة:

بحث في الموقع

العقل البشري


مفاهيم العقل البشري

إن الدخول إلى أعماق العقل البشري قد يبدو لأول وهلة ضربا من ضروب الخيال فالعقل شيء لم يدرك بعد فكيف ندخل إلى فجوة أو مغارة لا نعرف ماهيتها الحقيقية إن هذا بالضبط هو منهج " الپسيكوفيزياء, psychophysics " وهو الدخول إلى نطاق اللا معلوم والوقوف على أسباب مجهولة المنطق ولكي نقرب الصورة أكثر نقول إننا ألفنا أن نفكر بمنطقية بحيث نبحث دائما عن الحدود والتحديثات وفيما يخص موضوع العقل البشري فإننا نحاول أن نتصوره ولعل أول صورة نتخيلها عنه هي صورة الدماغ وهذه التصورات إنما تأتي من الانطباعات المستوحاة من حياتنا اليومية ولكن هل تلك الانطباعات كلها صحيحة إن العقل هو أداةُ إدراك الأشياء.
ولغرض إدراكه هو وَجَبَتْ علينا الاستعانة بأداةٍ غير العقل نفسه وهذا يتطلب محاولات حثيثة للـ"تفكير" بطُرُقٍ غير عقلية أو فوق عقلية وغير تقليدية كي نكشف الحقيقة بطُرُقِ تفكير تستوحي من نُظُم الفكر الباطني وتكون لها القدرة والأهلية الكاملة في تقييم ماهية العقل ويقول تشنر: "إن اللاوعي عقل موحَّد يشترك فيه كل البشر أي أنه محصلة جمعية لإدراك كلالناس "وهو في ذلك يشير إلى أعماق اللاوعي البشري (درجات الوعي الباطني) وإن هذا الرأي الذي يحشر نفسه ضمن مجموعة الآراء في الپاراپسيكولوجيا هو الأقرب إلى فيزياء اللازمان واللامكان فهو يلغي بوضوح المكان وربما الزمانلا نود مناقشة ذلك الآن ونختصر القول بأن علينا أن نفكِّر في إطار علمي قابل للتجديد والتحديث وهنا في هذا الموضوع نقول إن العقل البشري ينتمي إلى طبيعة ماهوية غير قابله للتحديد فليس عدم إدراك العقل حتى اللحظة يعني أزليته وسرمديَّته وفي الوقت نفسه قد يعني ذلك أننا أدركناه وأنه ببساطة موجود وغير قابل للإدراك بالحواس الاعتيادية فالعقل في حدِّ ذاته، "حاسة خاصة" كما أشار إلى ذلك الشيخ الرئيس ابن سينا.
فكما نعلم إن مسألة العقل الواعي والعقل اللاواعي أو العقل الظاهري والعقل الباطني أو الشعور أو اللاشعور مع ماله من اختلاف التسميات قد وردت في كتب علم النفس الفلسفي والمراد من كلمة (العقل الواعي و العقل اللاواعي أو الشعور واللاشعور) تعود لبدايات علم النفس الفلسفي وقد أصلها بشكل كبير مؤسس المدرسة التحليلية فرويد وتابعه في ذلك من جاء بعده من مدرسته مع بعض الفروق بينهما والمستفاد أن العقل الواعي والعقل اللاواعي ليسا شيئا جديدا ويعود لعلم البرمجة اللغوية العصبية بل هو معروف منذ قيام المدرسة التحليلية ولكن الخلاف الناشئ بينهم هو على مسألة الشعور واللاشعور أو العقل الواعي والعقل الباطن ووجه الخلاف هو البحث عن الكنه المادي الملموس الذي سماه فرويد اللاشعور أين هو هل له كنه أو جسم مادي ملموس مثل الدماغ ويمكن تحديده تشريحا كالدماغ ولكنهم لم يتوقفوا عن البحث وخاصة علماء النفس وأصحاب المدرسة التحليلية بشكل خاص فإنهم لم يتوقفوا عند هذا اللغز بل درسوا العقل الباطن دراسات مستفيضة وتوصلوا إلى نتائج متقدمة في العلاج النفسي ومسألة التأثير والتغيير النفسيين والدليل على ذلك أولم نؤمن بوجود الهواء، ونحن لم نره ولكننا لمسنا آثاره أولم نؤمن بالكهرباء ولم نجد لها ملمسا ماديا؟
ولكننا لمسنا الآثار أولم نؤمن بالجاذبية وعلى كل حال يقول بعض علماء النفس وكذلك علم البرمجة اللغوية العصبية أن العقل ينقسم إلى قسمين أو شقين الشق الأيسر من الدماغ هو العقل الواعي ويستغل ما بين(5-7٪)من عمل العقل الكلي وأما الشق الأيمن فهو للعقل الباطن ويستغل ما بين( 9-95٪)من عمل العقل الكلي وهناك رأي آخر يقول إن نظام المخ والنخاع الشوكي هو عضو العقل الواعي والنظام العاطفي هو عضو العقل الباطن ونظام المخ والنخاع الشوكي هو القناة التي من خلالها تستقبل المفهوم الواعي بواسطة الحواس الخمس ويمارس السيطرة على حركة الجسم وتوجد أعصاب هذا الجهاز في العقل وهي قناة العقل الواعي الاختياري وأما النظام العاطفي فيشار له أحيانا بالنظام العصبي اللاإرادي ويوجد مركزه في كتلة عصبية خلف المعدة تقريبا وتعرف باسم العقل الباطني وهي قناة العمل العقلي التي تؤدي بلاوعي الوظائف الحيوية للجسم والجهازان ربما يعملان معا أو على انفصال ويقول "توماس تروارد" إن العصب المعدي يخرج من منطقة المخ كجزء من الجهاز الإداري ومن خلاله نسيطر على الأعضاء الصوتية ثم يمر إلى أعلى الصدر مرسلا فروعا إلى القلب والرئتين وأخيرا يمر من خلال الحجاب الحاجز ويفقد الغلاف الخارجي الذي يميز أعصاب الجهاز الإداري وتصبح معروفة بأعصاب الجهاز العاطفي أو اللاإداري مكون رابطة بين الجهازين ويجعل الإنسان جسديا كيانا واحدا وبالمثل تشير الأجزاء المختلفة للمخ إلى التعاون مع الأنشطة العقلية الشخصية والموضوعية على التوالي وهناك طريقة أخرى بسيطة لفهم التفاعل العقلي والجسدي وهي أن تدرك أن عقلك الواعي يتضمن فكرة تثير ترددات إرسال في جهاز الأعصاب اللاإدارية وهذا بدوره يسبب تيارا مشابها يتولد في جهاز الأعصاب اللاإدارية وهكذا يتم معالجة الفكرة ونقلها إلى العقل الباطن وهو وسيلة خلاقة ومبدعة وهكذا تصبح الأفكار أشياء وكما يقال أن منطقة المشاعر والعواطف والإيمان هو القلب وهذا ما نعرفه في علم النفس والبرمجة بالعقل الباطن ويستدلون على ذلك بقوله تعالى )):أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ((
صدق اللــــــــــــــــــــــه العظيم.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

شاركنا

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More